في سلسلة من المقالات هذا أولها,وكما ظاهر من عنوانها,نعرض سبعة لوحات تبث الخوف في قلوب الناظرين إليها,أكثر حتى من أفلام الرعب التي صارت مستهلكة قل ما تخرج بفيلم عظيم من حين لآخر.
[1] الصرخة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصرخة Shriek (العنوان الأصلي الذي أطلقه الرسام هو صرخة الطبيعة Der Schrei der Natur) لوحة رسمت عام 1893 واقترنت ذكرها برسامها لما يحضر إسم النرويجي العظيم مونش وهي ليست أشهر أعماله فحسب,بل ربما تكون أشهر لوحة مرعبة في تاريخ الفن التشكيلي على الإطلاق,وبالطبع واحدة من أكثرها إثارة للفزع. والذي يتمثل رعبها في كونها لا ترسم شيء مخيف,بل تجسد تعبير الخوف ذاته. وما أفضل من تجسيده من النافذة الأهم على عواطف الإنسان -والحيوان- ودواخله أي الوجه. وقد تعمد الرسام أن يشوه الوجه (وأن لا يحدد حتى جنس الشخصية) حتى لا ترتبط علامات الذعر لدى المتلقي بوجه محدد. بل يطلق العنان لمخيلته كي يسقط إمارات الذعر تلك على أي شخص في حياته,أو على نفسه.
تلك الإمارات هي ولولة اليدين وجحوظ العينين ورعشة الجسد,وعلى رأسهم توجت أهم علامة دالة على الخوف. الصرخة,والتي تسمت اللوحة بإسمها. حيث الفم مقشوع ثلاثي الفتحات في وئام تقشعر له الأبدان بين النوافذ الثلاثة في الوجه.
هذا غير الخلفية التي تبث مشاعر رعبية متنوعة من الرهبة والقلق والتوتر والتوجس والترقب والقشعريرة,حتى تكاد تلك اللوحة أن تستنفذ كل مفردات الخوف دون أن تترك شيئا للأعمال التالية. الخوف بنوعيه من المعلوم والمجهول,ولا تشرح الخلفية موضوع القصة التي ترويها اللوحة. فهي تصور شخص مذعور في بيئة سريالية وعن قريب منه يقف رجلان غامضان. يرى البعض أن اللوحة تصور ضحية يتربص بها قاتلان في الظلام. فهو يخشى المعلوم متمثلا في خطر القتل. ويخشى من المجهول متمثلا مما قد يفعلاه به. والخوفان يجسدان عجزه عن فعل أي شيء. بينما قد يكون التفسير أن اللوحة تعرض القلق من إنهيار كل شيء,حيث هناك خطر / رعب يطل علينا من البحر والسماء (رسمت بتموجات زيتية زرقاء وحمراء) ومن الناس في الشارع. وعامة حظت اللوحة بعدد لا بأس به من التفسيرات. واللوحة تنتمي إلى سلسلة من الأعمال الفنية تحت عنوان (إفريز الحياة) تتناول موضوعات مشابهة للقلق,مثل الموت والإكتئاب وغيره.
قناع الرعب المنطبع على الوجه المتألم للضحية صار واحد من أكثر الرموز الفنية شهرة حيث يعكس القلق الإنساني بحسب إحدى التأويلات,وأن إدوارد مونش (والذي يعد واحد من رواد التعبيرية) قد رسمها بعد مروره بحالة نفسية خاصة.
تم إقتباس لوحة الوجه المتألم في قناع الشبح الشهير الذي يرتديه القاتل من سلسلة أفلام الصرخة Scream 1996.
حدد الباحثون المكان في الخلفية أنه خليج أوسلو الواقع في مدينة أوسلو النرويجية.
[2] الجوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساتورن يلتهم إبنه Saturn Devouring his Son عنوان مخيف للوحة مخيفة رسمها أحد الأضلاع الثلاثة لمثلث العظمة الإسباني في الفن التشكيلي (بيكاسو ودالي وجويا) فرانسيسكو جويا.
تحكي قصة اللوحة عن كرونوس حين اشتد به الجوع,ولكنه لم يكن جائعا لغداء أو عشاء فطاب له أن يأكل لحم إبنه. بل هو الجوع للسلطة للدرجة التي تجعل الأب يقتل إبنه بأن يأكله حيا قبل أن يرثه أو يطمع في منصبه. أكل أولاده خوفا من الإطاحة به,كما فعل هو وإخوته مع أبوه أورانوس
هي قصة كرونوس (أو زحل / ساتورن) وزيوس إثنين من جبابرة الآلهة لدى اليونان,والتي يبدوا أن قصتهما هي الأصل للمثل القائل “اتغدا بيه قبل ما يتعشى بيك”.
وزيوس هو إبن كرونوس إبن أورانوس من جايا,وجايا زوجة أورانوس وأمه -أم أورانوس- في نفس الوقت -عائلة لا تعرف ربنا,آه .. صحيح هم كانوا الآلهة في ذلك الزمن!.
والأساطير الإغريقية منبع خصب لم ينفذ بعد للأدب والسينما والتصوير,فنسج الفن التشكيلي من أساطير اليونان لوحات مرعبة تكفي لأن نفرد لها هذه القائمة كلها. تجسد شخصيات مثل
-ميدوسا
-ميديا
-تانتالوس
والفعل المصور في اللوحة قبيح لأقصى درجة,ومستويات الحدة فيه متصاعدة
1-القتل
2-أن يؤكل الإنسان
3-أن يأكل الأب إبنه
الحقيقة وراء الحدث إنه لم يأكل إبنا واحدا,بل كل أبناءه,وزيوس الوحيد الذي لم يؤكل,بل خدعته زوجته وأطعمته صخرة في لفافة كأنها إبنه (البعيد أعمى لا يشعر بشيء!).
ضف على ذلك أنهم أبناءه وإخوته من أمه,بعد أن قام معها بزنا المحارم مما يزيد الفعل (فعل تكوين الأسرة قبل محاولة تدميرها) قذارة وانحطاطا.
وتنتمي اللوحة -مثل لوحة الصرخة- إلى سلسلة من اللوحات تسمى اللوحات السوداء ترتبط ببعضها في نفس المواضيع الكئيبة والسوداوية نشرها جويا على جدران بيته الشهير (منزل الرجل الأصم Quinta del Sordo).
[3] الساعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وننتقل من التفكك النفسي,والتفكك الأسرى,وصولا لتفكك العالم. إنهيار كل شيء (على الصعيد النفسي أو العالمي) وهي التيمة الرئيسية في لوحات سلفادور دالي,وربما الموضوع الرئيسي للمدرسة السريالية في كل الفنون من التشكيلي إلى السينمائي. لهذا نجد الأشياء ذائبة والذوبان استعارة عن التفكك الذي يرمز لتفكك النفس أو المجتمع. وتفكك المجتمع الأكبر هو إندثار الأمم,والصورة الكبرى -الأكبر من ذلك- للتفكك المجتمعي (حيث اندثار كل الأمم) هي نهاية العالم.
ولأن هناك معتقد سائد لدى المتدينين والملحدين سواء,بوجود ساعة (وحدة زمنية لقياس الوقت) ما في مستقبل مجهول ينتهي بها العالم. كانت الساعة (آلة تقيس الوقت) رمزا حاضرا بقوة في أعمال سلفادور دالي التشكيلية.
وأي رعب أكثر من رعب نهاية العالم وقد ذقناه في السنة السوداء 2020,وخضنا أهوال ذلك العام مع جائحة الكورونا,ونجى من نجى ومات من مات,ولكن تبقى التأثيرات مستمرة إلى ما بعد عشرين عشرين,وربما لأزيد من عشرين عاما في المستقبل. بدءا من الذكريات في عقول من عايشوا تلك الفترة,وصولا إلى المتغيرات على مختلف الأصعدة الأدبية والفنية والثقافية والإجتماعية والسياسية والدينية والبيئية.
إن الخوف من يوم القيامة قائم في صدور جميع الناس,لأنه يمثل الخوف من الموت الأعظم. فإن كنا نتجاوز الموت بأن نترك أثرا بعد موتنا,فإن نهاية العالم إن حلت لن تترك أي أثر. ولا أموات ولا أحياء. نار لا تبقي ولا تذر. والنار من الشواهد القوية على حضور هذا الخوف في المجتمع البشري كله,منذرا بمحرقة نووية في أرجح الاحتمالات الأبوكاليبسية لشكل نهاية العالم. حتى أنه تم صنع ساعة تتحرك عقاربها بحسب علامات النهاية. أي كلما علا تهديد نووي في العالم اقتربت الساعة (كأنهم يحاولون صنع نوع من الأجهزة التنبؤية تنذرهم قبيل قيام الساعة القرآنية) من منتصف الليل. تسمى تلك الآلة بـ ساعة القيامة.
وساعة القيامة Doomsday Clock هي (نقلا عن ويكيبيديا):
“ساعة رمزية تم إحداثها عام 1947 من قبل مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو. تُنذر هذه الساعة بقرب نهاية العالم بسبب السباق الجاري بين الدول النووية،حيث إن وصول عقارب الساعة إلى وقت منتصف الليل يعني قيام حرب نووية تُفني البشرية، ويُشير عدد الدقائق التي قبل منتصف الليل إلى احتمال نشوب حرب نووية،أما توقيتها الآن -بحسب آخر تحديث للمقال على ويكيبيديا- فهو دقيقتين قبل منتصف الليل.
تغير توقيت الساعة 22 مرة منذ وضعها،استجابةً للأحداث الدولية،ووصلت ذروتها عندما بدأ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتجربة القنابل الهيدروجينية لمدة 9 أشهر متواصلة،ووقعت هذه الأزمة سنة 1953 وكانت بهذا أقرب مرة تصل فيها عقارب الساعة إلى أقل من دقيقتين من نصف الليل والتي إذا ما وصلت العقارب إلى نصف الليل يُفترض أن تقع حينها حرب عالمية نووية (حرب عالمية ثالثة).”
أكثر لوحات دالي تجسيدا لكل هذا الهول ربما برأيي هي المعنونة بـ إصرار الذاكرة The Persistence of Memory 1931 والتي تعد أشهر أعماله,وفيها أربع ساعات ذائبة,حتى أنه تسمى أحيانا بـ لوحة الساعات. والمعنى الوارد ليس إلا واحد من معاني عديدة لازال الباحثين يستخرجونها من لوحته. فهناك مغزى شهير بأن قصد اللوحة هي تحطيم الزمن, والقول بأن الزمن ليس بالصلابة التي نتوقعها وهو ما يتماشى مع نظريات فرويد عن اللاوعي وآينشتاين عن النسبية.
ثم هناك أيضا وجه الحرب The Face of War 1940 التي تحصل هي الأخرى على إعتراف كبير بفظاعتها,والخوف من الخراب الذي تسببه الحرب جلي على وجه الجمجمة الذي يتجاور مع أكثر الوجوه إرعابا في الفن التشكيلي مثل وجه الصرخة.
ولعلك تتسائل عزيزي القارئ عن تلك المخيلة العجيبة الغريبة القادرة على خلق هذا النوع من الملامح والتعبيرات لدى رسامين عظماء مثل دالي ومونش.
حدد الباحثون المكان في الخلفية أنه يتشابه مع الأرض التي كان يملكها سلفادور دالي أمام منزله بمسقط رأسه في قرية بورت ليجات.
لاحظ بعض الباحثون المتخصصون بالفن التشابه بين هذه الأرض والأرض التي كان يملكها (سلفادور دالي) أمام منزله بمسقط رأسه في قرية بورت ليجات.
[4] الدخان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ننتقل من اللوحات الثلاثة الأكثر إثارة للفزع,إلى صور أقل حدة,رغم أن البعض قد يعارض هذا الأمر خاصة في اللوحة الخامسة. وننتقل من التحلل النفسي في الصرخة,إلى تحلل النفس والجسد في (سيجارة مشتعلة بجمجمة هيكل عظمي) وهو عنوان اللوحة التي رسمها الرسام الأشهر في التاريخ فان كوخ,بالتوازي مع بيكاسو نفسه. والإثنين لا يجيدان الرسم -ضمن آخرين من المشاهير- حسبما يرى البعض في منظور مغاير للمتوقع,وجدير بالذكر أن أحمد خالد توفيق ووائل رداد من متبني هذا الرأي. وهو رأي نفنده في مقال آخر.
اللوحة كانت في الأصل ساخرة ثم تحولت إلى إعتبارها واحدة من أكثر اللوحات المرعبة في تاريخ الفن التشكيلي. ذلك الإنتقال من الفكاهة إلى الرعب هو الذي عبر عنه ألفريد هيتشكوك ببراعه في أعماله السينمائية. ولكن يتجلى هنا في عمل تشكيلي بغير قصد من الرسام. ذلك التغير في النظر إلى اللوحة ينتج من تصويرها للفكرة التي تتلخص في العبارة الشهيرة “التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة”.
وهناك فيلم رائع مقتبس عن قصص لستيفن كينج جسد فكرة تدمير الدخان للنفس قبل الجسد, هو فيلم عين القط Cats Eye 1985.
[5] الحرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت جوعا أو الموت ببطء,أو موت الجميع,أو الموت في الحرب. الأخيرة هو نوع الهول الذي تصوره لوحة مذبحة الأبرياء The Massacre of the Innocents للرسام بيتر بول روبنس Peter Paul Rubens.
الموت العظيم القريب منا في أي لحظة. فإن كانت نهاية العالم بعيدة فإن ظلال الحرب قريبة منذ نشأة أول صور المجتمع البشري حتى لحظتنا الراهنة.
ربما تكون أكثر عمل فني نجح في تصوير الحرب وأهوالها,مستغنيا عن أبرز عناصر الحروب. وهو الدماء,لتركز على عنصر آخر قدمه الرسام بشكل أكثر فعالية. وهو الإشتباك.
الإنسان لديه خمسة أطراف,الرأس,والذراعين,والساقين. ومرافقهما مثل الأسنان والأظافر والقبضتين والقدمين وغير ذلك من الأجزاء التي يملك قدرة كبيرة على تحويلها لأسلحة ذات فاعلية في الإمساك أو أو الدفع أو القذف أو الضرب أو التحطيم أو التمزيق أو التكبيل وغيرها من الوظائف الهامة والتي تكون لها لحظات حاسمة في تغليب طرف على طرف أثناء خوض معركة. ذعر المعركة هو ما قدمه الرسام في لوحته التي تتنافس مع لوحات ديلاكروا عن الحروب.
[6] ميديا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آخر خياران يشكلان قائمة شرفية,لأفسح المجال للمزيد من الخيارات عبر تلك السلسلة من المقالات. ومع ذلك تظل تلك اللوحة مرعبة بحق,ومن عنوانها يتضح موضوعها والمعنى خلف قصتها. حيث تعتمد هذه اللوحة أكثر على الخلفية القصصية وراء رسمها دون أن تظهر مناظر أو أفعال بعينها. ولكنها تظهر إمرأة كانت تهم بفعل شيء ما. فعل قبيح هو ويعد واحد من أبشع الجرائم البشرية إن لم يكن أبشعها على الإطلاق.
الأميرة ميديا إبنة آيتيس ملك كولخيس وحفيدة هيليوس إله الشمس. تعد واحدة من أشهر وأقوى السحرة في الميثولوجيا اليونانية وأكثرهم دهاءا وشرّا. هذا غير كونها واحدة من أجمل نساء اليونان.
هي إمرأة لم تعشق في حياتها سوى نفسها وعشيقها,وقد قامت بالتحايل كثيرا لكي تنال زواجها من عشيقها جاسون -وقد نالته بالفعل- حتى أنها قطّعت أخيها ورمت أشلاءه في البحر لتفطر قلب أبيها عليه,وتشغله في لملمة أجزاء ولده في سبيل إنقاذ زوجها من غضبة أبيها. وقد روعت زوجها بأفعالها هذه حتى سئم منها فذهب إلى أخرى يتزوجها لأغراض عاطفية وسياسية.
لم تبدأ أفعالها الشريرة عند لقاءها بجاسون,ولم تنتهي بزواجها به. ولكن أكثر فعالها المحفوظة في التاريخ -أو التاريخ الميثولوجي- بشاعة -بالتوازي مع قتلها لأخيها- هو قتلها لولديها لكي تحرق قلب والدهم عليهما إنتقاما من جاسون الذي كان يخطط لتأمين مستقبلهما من خلال زواجه السياسي. فزوجته هي إبنة كريون ملك كورنث التي لجأ إليها جاسون هاربا من غضبة آيتيس. وقد أهدتها ميديا فستانا مسحورا أول ما ارتده اشتعلت فيه النيران لتحترق به حية.
جدير بالذكر أن أسطورة ميديا خلدها في مسرحية تراجيدية بنفس الإسم المسرحي العظيم يوربيديس وواحد من ثلاثي المسرح التراجيدي اليوناني (يوربيديس – سوفوكليس – إسخيلوس). قبل أن يؤكد الرسام أوجين ديلاكروا Eugene Delacroix على خلودها بحفظها في لوحته المشهورة والمعنونة بنفس الإسم؛ميديا.
[7] ما وراء الطبيعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسماعيل دياب رسام ممتاز وعنده حس عال كان ليساهم في تطوير رسمه لو لقى الإستحسان الذي يستحقه,أو حتى لو تم تسليط الضوء على بعض العيوب في لوحاته للإرتقاء من نفسه. ولكنه لم يعرف إلا بصفته واحد من عمالقة المؤسسة العربية الحديثة في أفضل الأحوال مع بعض الإحتفاء من نتفليكس بعد إنتاجها المسلسل المقتبس عن السلسلة؛ما وراء الطبيعة. وفي أسوأ تقدير لا ينظر إليه إلا كمجرد رسام للأغلفة وبعض اللوحات التوضيحية بين نصوص روايات مصرية للجيب,وعلى رأسها السلسلة الروائية ما وراء الطبيعة. وهذا ظلم بين يغفل دوره في دور نشر أخرى وكبرى مثل الأهرام والدار المصرية اللبنانية ضمن مساهمات فنية أخرى لسنا في صدد عرضها هنا.
يحتوي رصيده الفني على عدد هائل من الرسومات التي نفذها على مدى نصف قرن, واستمرت رسومات إسماعيل دياب في سلسلة ما وراء الطبيعة حتى العدد الخمسين,وربما تجاوز العدد الخمسين بقليل.
العدد الخمسين تحديدا وحلقة الرعب الخامسة هو الذي يحتوي اللوحة الأكثر إثارة للفزع في النصف الأول من السلسلة. وهي التي تصور هلاك الشابين الصغيرين على أيدي جون بارتريدج مضحيا بهم إلى بيزار الأنتاسي (سيد الظلام الذي يأتي قبل الجموع) الكيان الشيطاني القادم من عالم جانب النجوم.
انظر إلى فجوات العيون والأفواه لتتخيل رعب الفجوة المسحوبين داخلها.
من المفارقات الممتعة أن أشهر شخصية رسمها (إسماعيل) دياب هي رفعت (إسماعيل) كما أن الرسام من ال(إسماعيل)ية.